الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

أنتهاء صلاحية أتفاقية سايكس_بيكو 

العراق وسوريا مثالا ....... 

أن المتابع للاحداث المتسارعة في العراق وسوريا وتوازن القوى العالمية في منطقة الشرق الاوسط يعلم جيدا اننا في عصر الدول العرقية والمذهبية فمفهوم الدولة الوطنية الشاملة قد ولى دون رجعة فلعالم اليوم دخل بهيجان القومية والدين لا أحد سوف يستغرب من ظهور دول وكانتونات جديدة مبنية على اساس عرقي طائفي مذهبي لان مفهوم الدول الوطنية انتهى منذ تسعينات القرن الماضي بنهيار الاتحاد السوفيتي وجمهورية يوغسلافيا الاشتراكية وتكونت دول عديدة  على اساس العرق والطائفة ما نشاهدة اليوم في العراق وسوريا هو الفصل الاخير من مسرحية الشرق الاوسط الجديد فبعد ان جرى الاتفاق بين الدول الكبرى (الولايات المتحدة_روسيا) وبمشاركة دول أقليمية لها رأي وقرار واضح هي (ايران_أسرائيل) ودول اقليمية أخرى مثل (السعودية_تركيا)
ان اللقاءات المنكوكية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرة الأمريكي جون كيري ولا ننسى المشاورات الايرانية الروسية وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) الى روسيا  قد تمخضت الى اقتسام النفوذ في منطقة العراق وسوريا على النحو ان روسيا لن تخسر مياهها الدافئة وقواعدها البحرية في البحر المتوسط في منطقة اللاذقية وطرطوس وأمريكا لن تدع بشار الاسد والحلف الايراني ان يمسك جميع اجزاء سوريا مرة اخرى فلنتيجة ستكون تقسيم سوريا على اساس مصلحي بين الطرفين ليشمل هذا التقسيم العراق كتحصيل حاصل فأن مناطق النفوذ الروسي سيتمسكون بلاجزاء الساحلية التي هي بلمحصلة منطقة ذات غالبية علوية في اللاذقية وطرطوس لتشمل بعض اجزاء ريف ادلب وحماة واغلب اجزاء حمص ودمشق ذات الاختلاط السكاني بين العلوين والشيعة والاسماعيلية والمسيحين والسنة الموالين لنظام نزولا عند السويداء والقنيطرة ذات الغالبية الدرزية كما موضح في الخريطة ادناة
اما المناطق التي تسيطر عليها (داعش) في  سوريا فأنها سوف تكون نواة الدولة السنية المدعومة من أمريكا التي تتشكل من حلب والرقة ودير زور وحماة وادلب واجزاء اخرى لترتبط بلموصل والانبار العراقيتين ذات الغالبية السنية
فيما مناطق الاكراد في سوريا سوف تكون تحت النفوذ التركي سلميا او عسكريا او بمساعدة من مسعود البرزاني وحزبة الحليف للاتراك .
أما بنسبة للعراق فلتقسيم أوضح سوف يكون فهناك تكتل الشيعي في بغداد و الجنوب والفرات الاوسط وتكتل سني في غرب البلاد وشمالة الغربي فيما يتركز الاكراد في شمال وشمال الشرقي الا انة هناك مشكلة داخل البيت الواحد في كل تكتل
فعلى سبيل المثال ناخذ
المنطقة الكردية (كردستان العراق) رغم ما يضهر من انسجام وامان في الاقليم الا انة هناك اختلاف واسع وانقسام حاد
على سياسات البرزاني وحزبة المسيطر في اربيل ودهوك بينما المعارظة مسيطرة في السليمانية وكركوك
ورغم ان كردستان لها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الا ان اربيل مدعومة من تركيا والسليمانية مدعومة من أيران فهناك مشاكل كبيرة في حال الاستقلال قد نرى حرب اهلية دامية كما حدث في بداية تكوين منطقة الحكم الذاتي في تسعينيات

أما التكتل السني فمشكلتة كبيرة فهو مابين يدعم داعش او حزب البعث او الحكومة ومابين نفوذ تركي ونفوذ سعودي ومابين دعم امريكي بأقليم سني غير منسجم او البقاء في دولة مركزية املا ان يرجع الحكم مرة اخرى للاقلية العربية السنية  فلموصل والانبار اصبحت رسميا ضمن دولة العربية السنية الجديدة في العراق وسوريا على انقاض داعش طبعا بينما هناك عشائر سنية في صلاح الدين وديالى لن تستطيع ان تندمج مع اي دولة سنية بسب مقاومتها داعش وتعاملها مع الحكومة فسوف يرفضون فكرة اقليم سني الممهد لدولة سنية كبرى يكونون كبش الفداء فية

اما المنطقة الشيعية فهي تشهد صراع من نوع اخر فما بين الصراع الحزبي بين الاحزاب الشيعية الى صراع بين طلاب الدولة المدنية المستقلة او الدولة الدينية على شكل ولاية الفقية الايرانية هذا الصراع ليس بين الاحزاب والجمهور فقط بل يشمل حتى الطبقة الدينية فمرجعية النجف وعلى رأسها السيد علي السيستاني المرجع الاعلى لشيعة في العراق والعالم ضد مبدأولاية الفية ويدعم التضاهرات المدنية والمطالبات بمدنية الدولة بينما هناك بعض الاحزاب تطالب بأسلمة الدولة من اجل مصالح الاحزاب الضيقة

وفي نهاية قد يكون التقسيم بارقة امل جديدة لشعوب ونهاية للحروب لكن النتيجة سوف تكون دويلات متباغضة متحاربة ليفتح صراع جديد على موارد المياة والطاقة .



Ahmed thaeer

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق