الاثنين، 28 سبتمبر 2015

حلف بغداد بين الماضي والحاضر 

في عام 1955 تأسس حلف بغداد بين العراق وتركيا وايران وباكستان والمملكة المتحدة برعاية أمريكية لمواجهه المد الشيوعي في الشرق الاوسط وتكفلت الولايات المتحدة الامريكية بدعم الحلف أقتصاديا وعسكريا لمواجهه روسيا الشيوعية وتطويق الكتلة الاشتراكية عبر عدة أحلاف خلال حقبة الحرب الباردة كان الهدف الرئيسي من هذا الحلف هو منع روسيا من الوصول الى المياة الدافئة في الخليج العربي وكان هدف العراق من الحلف هو التصدي للتوجهات (المصرية_السورية) التي تحاول الهيمنة على قرار العراق وبنفس الوقت دخول في حلف مع تركيا وايران يحافظ على سيادة العراق وثرواتة من اطماع دول الجوار .

من مفارقات التاريخ والسياسة اليوم وبعد 60 عام تبعث فكرة حلف بغداد من جديد لكن بأطراف جديدة ولمواجهات معاكسة فحلف 2015 سيكون بين روسيا والعراق وايران وسوريا لمواجهه الحلف الامريكي الخليجي التركي الاسرائيلي في الشرق الاوسط ان ساحة المواجهه لهذا الحلف منطقة جغرافية ممتدة من أفغانستان شرقا الى ليبيا غربا .
لهذا الحلف أستراتيجية دولية واستراتيجية اقليمية , اما الدولية فهي من أجل محافظة روسيا على مناطق نفوذها في الشرق الاوسط متمثلة بلقواعد البحرية في ساحل السوري والمياة الدافئة في البحر المتوسط اما الاقليمية فهو من سوف يسيطر على المنطقة ايران وحلفائها ام السعودية وحلفائها خصوصا في سوريا واليمن وبدرجة ثانية العراق والبحرين ولبنان
في المقابل تعتزم روسيا أنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش دول الحلف لتبادل العسكري والمخابراتي بينها الهدف الاساسي من انشاء المركز هو جمع معلومات ذات طابع استخباري في دول الشرق الاوسط وتسخيرها من اجل المصالح الروسية في المنطقة وتعزيز دور ومكانة روسيا بلشرق الاوسط


ان هذا الحلف الجديد هو بداية لحرب  جديدة  حيث ان هذة الحرب سوف تكون صراع على النفوذ وبنفس الوقت تقسيم جديد لشرق الاوسط على المدى البعيد هذه هي الحرب المركبة الجديدة بين القوى العالمية الكبرى
أفضل موقف يجب ان يتخذة العراق هو ان يكون عضو فاعل في جميع تحالفات الشرق الاوسط ويتعامل مع التحالفات من خلال مصالح العراق الشخصية فقط ويجب على العراق ان يصبح بيضة القبان في جميع التحالفات في الشرق الاوسط بحيث يسعى الجميع الى تقديم تنازلات من اجل العراق لا لعكس وذالك بحكم موقعنا الجغرافي المؤثر على المحورين المحور الروسي_الايراني او المحور الامريكي_السعودي


Ahmed thaeer

السبت، 26 سبتمبر 2015

أتفاق الهدنة وما بعدة ........

بعد التوافق بين (الولايات المتحدة_روسيا)  على اقتسام النفوذ في سوريا  قامت روسيا بتعزيز قواتها في قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط قاعدة طرطوس بلاظافة الى ارسال عشرات الطائرات الروسية بلاظافة الى وحدات قتالية روسية وصلت بشكل رسمي الى الساحل السوري رافق هذا الاعلان رسميا عن اعادة القوات الامريكية الى قواعدها في غرب العراق (الانبار تحديدا) .
وقعت اطراف النزاع في سوريا اتفاق هدنة في ريف ادلب (الفوعة_كفريا) قرب الحدود التركية وريف دمشق (الزبداني) قرب

الحدود اللبنانية برعاية الامم المتحدة بين النظام السوري وحزب اللة وايران من جهه وبين جبهة النصرة والمتحالفين معها وتركيا من

جهه اخرى هذه الهدنة جاءت بعد محاولات الطرفين في فرض سياسة الارض المحروقة فلا جيش الفتح وجبهة النصرة استطاع ان

يدخل كفريا والفوعة برغم من الهجوم المتكرر كان اخرها ب 400 صاروخ و9 سيارات مفخخة ولا الجيش النامي استطاع دخول

الزبدني برغم من القصف المدفعي وطائرات
تنص هذه الهدنة على عملية غير مسبوقة في الحروب الاهلية في المنطقة وهي "التبادل السكاني" حيث تنص على خروج جميع

المدنين والجرحى من بلدتي كفريا والفوعة الشيعية في ريف ادلب مقابل خروج جميع المدنين و المقاتلين وعوائلهم من بلدة الزبداني

السنية في ريف دمشق ويجري هذا في اتفاق وقعتة اطراف النزاع بقبول جميع الاطراف وبأشراف أممي طرفا الأتفاق هما حزب اللة

وجبهه النصرة اي انهما ممثلا عملية التبادل والحال أن التبادل السكاني كوسيلة فرز معلنة بين أطراف النزاع, ذاك أننا هنا حيال نوايا

معلنة في إقامة أحزمة سكن طائفي تتولى مهمة تحصين خرائط جديدة .

"سايكس بيكو "مثلا اتفاق قسم المنطقة الى دول وحدود وجمات لم يتضمن تبادلا سكانيا حيث انة سقطت الحدود على جماعات في

امكنة اقامتها بعض الجماعات قاوم ولم يقبل فمثلا دير الزور لم تكن راضية ان تكون جزء من سوريا كان اهلها اكثر قربا ان يكونو

جزءا من العراق بينما طرابلس رفضت بشدة انضمامها الى لبنان الكبير وكانت ترغب بأن تكون جزء من سوريا .

وحتى الحروب الاهلية في لبنان والعراق واليمن شهدت أقتلاع سكان من قراهم ومدنهم لكن جرى ذالك وفق منطق النصر والهزيمة

والمنتصر لم يعلن ان وضيفة حربة هي التغير الديموغرافي لكن التغير الديموغرافي اتى كنتيجة ومحصلة للحروب الاهلية لكن ما

نشهدة اليوم في سوريا هو تنفيذ متسلسل لعملية فصل سكاني كبرى ستجري في الايام القادمة لمناطق اخرى حتى تصبح مناطق ذات

طابع طائفي واحد



AHMED THAEER

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

صراع المحاور في الشرق الأوسط 


يتخذ الصراع في الشرق الاوسط أشكالا مختلفة فبرغم من أن الصراع الرئيسي هو صراع من أجل النفوذ والموارد الا انة لا نستطيع ان نغفل الصراع الطائفي (السني_الشيعي) بصورة عامة والصراع الايدلوجي (الاخواني_الوهابي)  بصورة خاصة 
لذالك فأن المنطقة الجغرافية الممتدة من البحرين شرقا الى ليبيا غربا واقعة تحت تأثير صراع ثلاث محاور تحاول الهيمنة على المنطقة ككل في كل دولة من دول يتخذ الصراع اشكالا مختلفة فمن الصراع الطائفي في (العراق_لبنان_سوريا_البحرين_اليمن) الى الصراع مع الاخوان في (مصر_فلسطين_ليبيا_تونس)

المحور السعودي (الوهابي)

يعتمد هذا المحور على السعودية المدعومة عالميا من الولايات المتحدة واقليميا من أسرائيل تحاول السعودية استغلال الفكر الوهابي لأغراض سياسية عبر عدد من علماء الدين بلداخل والخارج المنتمين الى الفكر الوهابي لأثارة النعرات الطائفية, حتى قال بعضهم ان الشيعة أشد خطرا على الاسلام من اليهود وهو دليل قاطع على محاولة الولايات المتحدة وأسرائيل صرف الأنظار عن الصراع (العربي_الأسرائيلي) ليتحول بدلا عن ذالك صراع (سني_شيعي) وفي نفس الوقت تحاول نشر الفكر الوهابي على حساب الفكر الاخواني في المنطقة تتخذ السعودية استراتيجية التدخل المباشر يتجلى ذالك بدخول قوات درع الجزيرة الى البحرين لقمع الشعب البحراني ذا الغالبية الشيعية ودعم وتقوية الاسرة الحاكمة السنية بلمقابل هي تدعم عسكريا بعاصفة الحزم  الحكومة الاخوانية بليمن التي فقدت شرعيتها والتي لم تعد تسيطر على العاصمة  بضد من الانقالبين (الثوار) بلمقابل ساهمت السعودية بأسقاط الحكومة الاخوانية في مصر عن طريق دعم الانقالبين (الثوار) بدعم الاعلامي والمالي وعلينا لاننسى داعش النسخة المتطورة من الحركة الوهابية التي تنشط  بلعراق وسوريا .

المحور التركي (الأخواني)

يعتمد هذا المحور على تركيا وتنظيم الأخوان العالمي المدعوم سياسيا من تركيا وماليا من قطر والمدعوم عالميا من بريطانيا سعى هذا المحور الى ركوب موجة الربيع العربي وصعود نجم الأخوان في مصر وتونس وليبيا واليمن وفلسطين وسوريا بلاظافة الى وجودة كمعارضة في الاردن والمغرب ادى الى محاولة الاخوان في التمدد في الامارات والسعودية مع وجود حاظنات أخوانية داخل دول الخليج خصوصا وانة يعرض اسلاما سياسيا ناجحا كنظام الحكم في تركيا لكن في المقابل لم يستطيع هذا المحور المحافظة على مكتسباتة فسقط هذا التنضيم في مصر وتونس وهناك حروب طاحنة في ليبيا وسوريا واليمن وهو الان محاصر في غزة معقل الاخوان في فلسطين يعتمد هذا المحور على الكسب السياسي فبعد نجاحهم في انتخابات مصر وتونس قامت تركيا بدعم اذرع لها داخل سوريا متمثل بجيش الحر وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا ليزيد ذالك من الصراع الطائفي في سوريا ونفس شيء في ليبيا فبعد سيطرة الاخوان على المجلس الوطني الانتقالي بدأت قطر بدعم الذراع العسكري الجيش الليبي الحر لتبدأ بذالك المعارك الطاحنة في ليبيا .

المحور الأيراني (ولاية الفقية)

أما هذا المحور فهو يعتمد على على ايران وحلفائها في المنطقة والمدعوم عالميا من روسيا أستغلت أيران الخطاب الطائفي للحكومات العربية السنية ضد المواطنين الشيعة العرب وتهميش الحكومات لهم واظطهادهم في البحرين واليمن والسعودية واغلب دول العربية
فبرغم من أن ايران تطرح نفسها كمحور للمقاومة ضد اسرائيل والولايات المتحدة بدعمها لحركات سنية كحماس وشيعية كحزب اللة الا انة لم يعد ممكننا الخروج من لعبة المحاور الطائفية خصوصا بعد الثورة في سوريا التي تحولت ادرماتيكيا الى حرب طائفية بعد ذالك تجلى واضحا بأستغناء حماس عن دعم الايراني لتقوم السعودية بدعم حماس برغم من حماس حركة أخوانية
تعتمد أيران على التدخل الغير المباشر حيث لاتورط نفسها بحروب عسكرية فتقوم بتقديم الدعم اللوجستي والسلاح للحكومات والجماعات المسلحة التي تقف بضد من المحور (السعودي_التركي_الأسرائيلي)  كما فعلت مع العراق وسوريا ولبنان واليمن وقطاع غزة والاكراد فيما اكتفت بدعم الاعلامي للبحرين ونضام الاخوان في مصر.


Ahmed thaeer 

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

أنتهاء صلاحية أتفاقية سايكس_بيكو 

العراق وسوريا مثالا ....... 

أن المتابع للاحداث المتسارعة في العراق وسوريا وتوازن القوى العالمية في منطقة الشرق الاوسط يعلم جيدا اننا في عصر الدول العرقية والمذهبية فمفهوم الدولة الوطنية الشاملة قد ولى دون رجعة فلعالم اليوم دخل بهيجان القومية والدين لا أحد سوف يستغرب من ظهور دول وكانتونات جديدة مبنية على اساس عرقي طائفي مذهبي لان مفهوم الدول الوطنية انتهى منذ تسعينات القرن الماضي بنهيار الاتحاد السوفيتي وجمهورية يوغسلافيا الاشتراكية وتكونت دول عديدة  على اساس العرق والطائفة ما نشاهدة اليوم في العراق وسوريا هو الفصل الاخير من مسرحية الشرق الاوسط الجديد فبعد ان جرى الاتفاق بين الدول الكبرى (الولايات المتحدة_روسيا) وبمشاركة دول أقليمية لها رأي وقرار واضح هي (ايران_أسرائيل) ودول اقليمية أخرى مثل (السعودية_تركيا)
ان اللقاءات المنكوكية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرة الأمريكي جون كيري ولا ننسى المشاورات الايرانية الروسية وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) الى روسيا  قد تمخضت الى اقتسام النفوذ في منطقة العراق وسوريا على النحو ان روسيا لن تخسر مياهها الدافئة وقواعدها البحرية في البحر المتوسط في منطقة اللاذقية وطرطوس وأمريكا لن تدع بشار الاسد والحلف الايراني ان يمسك جميع اجزاء سوريا مرة اخرى فلنتيجة ستكون تقسيم سوريا على اساس مصلحي بين الطرفين ليشمل هذا التقسيم العراق كتحصيل حاصل فأن مناطق النفوذ الروسي سيتمسكون بلاجزاء الساحلية التي هي بلمحصلة منطقة ذات غالبية علوية في اللاذقية وطرطوس لتشمل بعض اجزاء ريف ادلب وحماة واغلب اجزاء حمص ودمشق ذات الاختلاط السكاني بين العلوين والشيعة والاسماعيلية والمسيحين والسنة الموالين لنظام نزولا عند السويداء والقنيطرة ذات الغالبية الدرزية كما موضح في الخريطة ادناة
اما المناطق التي تسيطر عليها (داعش) في  سوريا فأنها سوف تكون نواة الدولة السنية المدعومة من أمريكا التي تتشكل من حلب والرقة ودير زور وحماة وادلب واجزاء اخرى لترتبط بلموصل والانبار العراقيتين ذات الغالبية السنية
فيما مناطق الاكراد في سوريا سوف تكون تحت النفوذ التركي سلميا او عسكريا او بمساعدة من مسعود البرزاني وحزبة الحليف للاتراك .
أما بنسبة للعراق فلتقسيم أوضح سوف يكون فهناك تكتل الشيعي في بغداد و الجنوب والفرات الاوسط وتكتل سني في غرب البلاد وشمالة الغربي فيما يتركز الاكراد في شمال وشمال الشرقي الا انة هناك مشكلة داخل البيت الواحد في كل تكتل
فعلى سبيل المثال ناخذ
المنطقة الكردية (كردستان العراق) رغم ما يضهر من انسجام وامان في الاقليم الا انة هناك اختلاف واسع وانقسام حاد
على سياسات البرزاني وحزبة المسيطر في اربيل ودهوك بينما المعارظة مسيطرة في السليمانية وكركوك
ورغم ان كردستان لها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الا ان اربيل مدعومة من تركيا والسليمانية مدعومة من أيران فهناك مشاكل كبيرة في حال الاستقلال قد نرى حرب اهلية دامية كما حدث في بداية تكوين منطقة الحكم الذاتي في تسعينيات

أما التكتل السني فمشكلتة كبيرة فهو مابين يدعم داعش او حزب البعث او الحكومة ومابين نفوذ تركي ونفوذ سعودي ومابين دعم امريكي بأقليم سني غير منسجم او البقاء في دولة مركزية املا ان يرجع الحكم مرة اخرى للاقلية العربية السنية  فلموصل والانبار اصبحت رسميا ضمن دولة العربية السنية الجديدة في العراق وسوريا على انقاض داعش طبعا بينما هناك عشائر سنية في صلاح الدين وديالى لن تستطيع ان تندمج مع اي دولة سنية بسب مقاومتها داعش وتعاملها مع الحكومة فسوف يرفضون فكرة اقليم سني الممهد لدولة سنية كبرى يكونون كبش الفداء فية

اما المنطقة الشيعية فهي تشهد صراع من نوع اخر فما بين الصراع الحزبي بين الاحزاب الشيعية الى صراع بين طلاب الدولة المدنية المستقلة او الدولة الدينية على شكل ولاية الفقية الايرانية هذا الصراع ليس بين الاحزاب والجمهور فقط بل يشمل حتى الطبقة الدينية فمرجعية النجف وعلى رأسها السيد علي السيستاني المرجع الاعلى لشيعة في العراق والعالم ضد مبدأولاية الفية ويدعم التضاهرات المدنية والمطالبات بمدنية الدولة بينما هناك بعض الاحزاب تطالب بأسلمة الدولة من اجل مصالح الاحزاب الضيقة

وفي نهاية قد يكون التقسيم بارقة امل جديدة لشعوب ونهاية للحروب لكن النتيجة سوف تكون دويلات متباغضة متحاربة ليفتح صراع جديد على موارد المياة والطاقة .