الجمعة، 2 أكتوبر 2015

الأقليات الدينية والعرقية في العراق 


لا يخفى على الجميع ان العراق بلد متعدد الاعراق والاديان والمذاهب وثقافات وان اجمل مافية هو التنوع العرقي والمجتمعي بين العراقين مما ادى الى تمازج غريب وجميل بين مكونات الشعب ضهر هذا جليا من خلال ملامح العراقين وتصرفاتهم ولهجتهم التي هي عبارة عن خليط لغوي بين العربية الطاغية وبين السومرية والسريانية الارامية والفارسية والتركية وكل الامم والاقوام الذين سكنو العراق الجميع يعرف ان قوميات العراق البارزة هي العربية والكوردية والكلدواشورية والتركمانية واللورية وشبك كذالك يعلم الجميع ان المجتمع العراقي فية مسلمين (شيعة_سنة) ومسيحين وصابئة مندائين وايزيدية لكننا اليوم اردنا ان نعرف بأن القوميات والاديان في العراق لاتقتصر على هذه القوميات والاديان البارزة هناك قوميات واديان اخرى منها 

الديانة اليهودية 


يعتبر اليهود من اهم مكونات الشعب العراقي حيث تواجد اليهود في العراق منذ 3000 سنة تقريبا واستمر هذا التواجد الى نهايات القرن الماضي في أول احصاء رسمي للمكونات العراقية عام 1920 كان اليهود يشكلون 4% من عدد السكان الكلي للعراق وكانو ينتشرون في جميع انحاء العراق من الشمال الى جنوب ويتمركز ثقلهم الكبير في بغداد حيث كانو يشكلون 25% من سكان العاصمة العراقية .
تعرض اليهود الى عملية قلع من الجذور العراقية منذ بدايه عام 1940 من خلال عدة حملات اولها الحملة الحكومية بفصلهم من وظائفهم ومنعهم من السفر واسقاط الجنسية عنهم فيما قام الموساد بعمليات ارهابية ضد المعابد اليهودية اهمها كنيس مسعودة في بغداد واخيرا ما تعرض لة اليهود من عملية قتل ونهب للممتلكات عرفت فيما بعد (بعملية الفرهود) بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 أجبرت هذه الضغوطات اليهود العراقين الى الهجرة الجماعية رغما عنهم مع عملية اسقاط الجنسية العراقية عن اليهود خلال (1948_1950) لم يبقى سوى 15 الف يهودي فقط من اصل اكثر من 150 الف يهودي في عام 1948 و تناقص هذا العدد حيث وصل الى عدة الالف في عام 1958 تحسنت اوضاع اليهود بزمن عبد الكريم قاسم ثم سائت اوضاعهم مرة اخرى بتسلم القومين والبعثين الحكم بعد 1962 مما ادى الى نهاية الوجود اليهودي في العراق .
يعتبر العراق مركز ثقل كبير لديانة اليهودية ففي بابل تمت كتابة التلمود البابلي الذي يعتبر ثاني اهم كتاب في ديانة اليهودية وفي العراق مراقد لانبياء بني اسرائيل في سبي اهمهم دانيال وعزرا وحنينة وناحوم وحزقيال 
يتواجد اليوم  أكثر من 750 الف يهودي من أصل عراقي موزعين بين الولايات المتحدة وأسرائيل والمملكة المتحدة .

الديانة البهائية 


تعتبر الديانة البهائية من الديانات الحديثة في الشرق الاوسط ويعتبر العراق احد المناطق الرئيسية لديانة البهائية حيث ضهرت في ايران وانتشرف فيما بعد في العراق والهند ومصر وفلسطين انتشرت هذه الديانة في العراق وبغداد خصوصا بعد عمليات النفي والاضطهاد التي حصلت لهم في ايران فنفي بعض الاتباع الى العراق في بغداد ونفي الباب الى اسطنبول وبعدها الى عكا في فلسطين ف انتشرت البهائية في بغداد في عام 1850 كان هناك 5.000 بهائي في بغداد وكان عدد سكان بغداد وقتها حوالي 60 الف نسمة 
أعلن البهائين عن هوايتهم بشكل رسمي سنة 1931 وتم تأسيس اول محفل بهائي مركزي في بغداد عام 1936 وتم الاعتراف بهم كديانة مستقلة في التعداد السكاني لعام 1957 لكن تدهورت اوضاعهم تدريجيا بعد سقوط المملكة العراقية ووصلت ذروتها في عام 1970 بوصول حزب البعث الى السلطة اليوم يتواجد اغلب البهائين العراقين في كردستان العراق في السليمانية على وجه الخصوص بسبب الامان النسبي الذي يتمتع به الاقليم مع وجودهم ايضا قي بغداد وباقي المحافظات لكن بشكل متخفي اعلنت وزارة الققافة العراقية ان البيت الذي سكن فية بهاء اللة لفترة في بغداد بمواقع تراثي لكن لا يزال المجتمع ينضر اليهم بنضرة الريبة ولا يستطيعون الى اليوم التعريف بعقيدتهم الدينية .

الديانة الكاكئية 



تعتبر الكاكئية من الديانات الكردية التي ضهرت في القرن الثاني عشر وهي ليست دين منفرد او مذهب خاص ولكنها خليط من الاديان والمذاهب انتشرت هذه الطريقة بين الاكراد وفي كردستان العراق خصوصا وان كلمة الكاكئية مشتقة من الكلمة الكردية
(كاكا) اي (الأخ الأكبر) يتمركز الكاكئيون في مدينة كركوك وبصورة أقل في السليمانية  وعلى الحدود المناطق العراقية والايرانية وفي نينوى وتلعفر ويبدو ان التجمعات الحالية في كردستان هي امتداد لتجمعاتهم في كردستان الجنوبية  في قرى الكائنة في جنوب كركوك حول مناطق داقوق والطوز وكفري وهم بقايا جماعة اكبر كانت تنتشر في هذه المنطقة 
لا تتوفر أحصائيات رسمية تؤكد الحجم الديموغرافي لهذة الديانة ففي عام 1928 كان عددهم لايتجاوز 20 الف نسمة في حين يذهب تقرير المجموعة الدولية لحقوق الاقليات في عام 2011 ان عددهم تقريبي حوالي 250.000 نسمة .

الفرس 


هم المواطنين العراقين من القومية الفارسية تواجد الفرس في العراق منذ 2000 سنة تقريبا حيث ان الفرس اختارو طيفوسون (المدائن) العراقية عاصمة للامبروطريتهم بلاظافة الى قرب الحدود ودائما ماكان يحكم العراق وبلاد فارس من قبل حكومة واحدة فمن الامبروطورية الساسنية وعاصمتها المدائن الى الامبروطورية العباسية وعاصمتها بغداد شكل الفرس العراقين المسلمين في صدر الاسلام تجمعات في المدائن والكوفة وعين تمر وغيرها من الحواظر العراقية واندمج الفرس مع المجتمع العراقي الارامي حيث ان الدول الفارسية تبنت اللغة الارامية العراقية لغة رسمية للامبروطورية 
على طول تاريخ ضهرت عدت شخصيات عراقية فارسية بارزة مثل النعمان بن ثابت بن زوطي امام المذهب الحنفي وأحمد بن حنبل امام المذهب الحنبلي كانو عراقين من القومية الفارسية أستمر التواجد القومية الفارسية بصورة رسمية وبشكل طبيعي في العهد العثماني والعهد الملكي حيث ان احصاءات عام 1947 بينت ان حوالي 2% من سكان العراق هم من القومية الفارسية منتشرين في المدن خصوصا مدن كربلاء والنجف والكاظمية والكرادة وبصورة اقل في بعقوبة وسامراء والبصرة برغم من اجادتهم للغة العربية واندماجهم بلمجتمع العراقي الا انة كانت لهم مدارسهم القومية وجرائدهم الناطقة بلفارسية ويتمتعون بحرية كبيرة في المجال الثقافي حالهم حال الاكراد والتركمان وباقي القوميات 
لكن مع صعود حزب البعث عام 1970 الى سلطة بدأ التضيق عليهم وتمت عمليات ترحيل جماعي ونهب للمتلكات لهم وللعراقين من اصول الفيلية وحتى بعض العرب لأسباب طائفية لان غالبية الفرس والعرب والفيلين بلعراق هم من المذهب الشيعي بلغت ذروتها حلال الحرب العراقية الايرانية 1979 ليتم تهجير واسقاط الجنسية ونهب ممتلكات حوالي 800 الف نسمة بتهمة التبعية الايرانية طبعا غالبيتهم من الفرس والفيلين من المذهب الشيعي .

القوقازين


يشمل العراقين من أصول شركسية او جيجان اواديغة وكل شعوب القوقاز وصلو الى العراق في عام 1870 بعد التهجير الذي تعرض لة شعوب القوقاز وهجرتهم الى تركيا (الاناظول) بعدها الى العراق في العهد العثماني خصوصا في المقدادية في ديالى وكركوك وفرى في صلاح الدين بلاظافة الى بغداد والفلوجة وعانة اندمج القوقازين بصورة كبيرة بلعرب حيث اصبح من الصعب تميزيهم عن العرب ولم يعد يهتمو بلغاتهم القديمة قدر عددهم في العراق حوالي 0.5% من سكان العراق في احصاء1947 حاليا يتواجد حوالي 30 الف نسمة بلاظافة الى الالف العوائل استعربت وغيرت القابها غالبية القوقازين اليوم لايجيدون لغتهم الام .


الأرمن 


يعود تواجد الأرمن في العراق منذ عام 1222 ميلادي حيث كانو يسكنون في البصرة وبغداد عبر موجات قليلة قادمة لتجارة من ارمينيا وايران  لكن اكبر موجة سكانية للارمن وهجرتهم للعراق حدثت بسبب المجازر التركية بحق الارمن في الاناضول سنة 1915_1918 وتوافد الالف من الارمن المظطهدين والمشردين الى العراق من الاناظول وسكنو في مخيمات في بغداد وديالى والموصل وكركوك حسب التقارير الغير الرسمية عددهم حوالي 80 الف نسمة في تسعينات القرن الماضي تقلص هذا العدد بسبب الحروب والحصار الى 40 الف نسمة في 2003  ليتقلص العدد بسبب اعمال العنف والهجرة الى الخارج والارهاب 
يتركز الارمن اليوم بصورة رئيسة في بغداد وكردستان بسبب الامان النسبي وكركوك والبصرة جميعهم يتبعون الديانة المسيحية .

الأفارقة 


وهم العراقين احفاد البحارة والعبيد المتحدرين اصلا من اثيوبيا وكينيا وزنجبار وشرق افريقيا بصورة عامة يعود تاريخ وجودهم الى القرن الاول الهجري حوالي  650 ميلادي حيث كانو يعملون في مزارع القصب في جنوب العراق وخصوصا في محافظة البصرة 
كونو في عام 870 ميلادي قوة لايستهان بها وقامو بثورة كبيرة ضد ملاك الاراضي لينضم اليهم العرب واهل القرى العراقين ضد السلطة العباسية عرفت بثورة الزنج وسيطرو على البصرة والاحواز جنوب العراق ووصلو الى بغداد اسسو دولة لهم وكانت عاصمتهم مدينة المختارة جنوب البصرة واستمرت حوالي عقدين .
يتواجد العراقين من اصول افريقية اليوم في البصرة خصوصا في الفاو وابي الخصيب والزبير وبصورة اقل في العمارة والناصرية حسب المنضمات الغير رسمية يتوقع عدد المتحدرين من اصول افريقية او من اصول مختلطة حوالي 500 الف نسمة جميعهم مسلمين .

الغجر


يطلق العراقيون على أقوام الغجر في العراق تسمية (كاولية) وهذه الكلمة ترتبط في ذهن المجتمع العراقي بلرقص والغناء والبغاء و الغجر هم مجموعة سكانية عراقية تنتمي الى الشعوب الغجرية وتعود جذورها الى شبة القارة الهندية قدمو الى العراق من خلال انتشارهم وترحالهم الى بلدان واستقرت مجموعة منهم في مدن العراق .
ينتشر الغجر في المدن الكبرى يسكنون بمجتمعات سكانية مغلقة خارج المدن  مثل بغداد والبصرة والموصل كذالك يتركزون في كنعان في ديالى وقرى الفوار في الديوانية وابوغريب في الانبار وقرى في السليمانية كردستان 
تعرض الغجر في العراق بعد 2003 الى عمليات انتقامية من قبل السكان المجاورين لهم حيث قام المتشددين في الهجوم على كنعان وابوغريب وقرى الغجر في الجنوب والفرات الاوسط ذالك بسبب امتهانهم الرقص والغناء واضف الى ذالك ارتباطهم بترويح لقيادات النضام السابق حيث كانو من المقربين لنضام البعثي .
لايوجد أحصاء رسمي للغجر في العراق لكن هناك بعض تقارير تقدر اعدادهم ب 250 الف نسمة غادر جزء كبير منهم العراق بعد 2003 بسبب العمليات الانتقانية والتشدد الديني .



Ahmed Thaeer